مدفع القيصر في الكرملين هو أحد أكثر المعالم السياحية الذى يجذب الانتباه إليه عند زيارة الكرملين فى موسكو يقع على الجانب الغربي من ساحة إيفانوفسكايا، لم يتم استخدامه أبدًا في الحرب، ومع ذلك فإن المدفع يحمل آثار إطلاق نار لمرة واحدة على الأقل، ففى أثناء العمل البحثي تم العثور على جزيئات من البارود في قناة مدفع القيصر فهل كانت طلقة اختبارية أم هل تمكنوا من استخدام مدفع القيصر ضد الأعداء ؟ يرتبط اسم المدفع “القيصر” بصورة القيصر “فيودور إيفانوفيتش” الذي تم صب المدفع فى عهده والذى تظهر صورته على الجانب الأيمن من المدفع جالسًا على حصان متوجاً بالتاج الملكى، وفي يديه الصولجان” أحد رموز السلطة و الحكم” ، ويعد نصب تذكاري لفن صب المدفعية الروسية منذ القرن ال 16،تم إدراج مدفع القيصر في موسوعة غينيس للأرقام القياسية فهو أكبر مدفع قصف من حيث العيار في العالم،وهذا ليس من قبيل الصدفة، و فيما يلي أهم مواصفاته الأساسية:
- الطول أكثر من 5 أمتار .
- يصل القطر الخارجي للجذع إلى 134 سم .
- عيار 890 مم .
- يزن مدفع القيصر حوالي 40 طن.
تاريخ مدفع القيصروقصته:

تم صب مدفع القيصر من الحديد البرونز عالى الجودة في عام 1586 بموجب مرسوم صادر عن القيصر فيودور إيفانوفيتش الذي كان يحكم في ذلك الوقت،و قام بصب المدفع المهندس الروسي أندريه تشوخوف، وكان مخصصًا إلى إطلاق 800 كجم من (العنب الحجري) فى لغة المدفعية العنب عبارة عن ذخيرة تتكون من مجموعة من الطلقات الدائرية ذات العيار الأصغر والمعبأة بترتيبات هندسية محكمة في كيس من القماش، ومفصولة عن حشوة البارود بحشوة معدنية بدلاً من أن تكون مقذوفًا صلبًا واحدًا ، و نظرًا لأنه كان في الأصل مخصص للدفاع عن الكرملين، فقد تم تثبيته على تل فوق ضفاف نهر موسكفا في الميدان الأحمر، ليس بعيدًا عن برج سباسكايا، من أجل حماية المداخل الشرقية للكرملين .

في وقت لاحق ، في عهد الامبراطور بيتر الأول ، تم نقل المدفع إلى أراضي الكرملين بمساعدة بكرات خاصة: أولاً إلى ساحة أرسنال (الترسانة) والتى كانت قيد الإنشاء، ثم إلى بوابتها الرئيسية، هناك تم تركيبه على عربة خشبية ، والتي احترقت مع عربات أخرى في حريق عام 1812 أثناء الغزو الفرنسي لروسيا.
في عام 1834 تم تصنيع المقذوفات الكروية من الحديد الزهر الموجودة أمام مدفع القيصر يزن كل منها تقريبًا طنًا واحدًا.
في عام 1835 و في حوض بناء السفن في بيرد في سانت بطرسبرغ ، تم صب عربة أكثر متانة من الحديد الزهر، مزينة بطريقة تسلط الضوء بوضوح على المكانة العالية لقطعة المدفعية ومكونها الرئيسي هو صورة الأسد ملك الوحوش الهائل والقوي ،يمكن أيضًا رؤية الرسم الرمزي لأسد يقاتل ثعبانًا أسطوريًا في تعقيدات نباتات الزينة على سطح عربة مدفع القيصر.
في عام 1843 ، تمت إزالة مدفع القيصر من بوابات الترسانة ، حيث كان كل هذا الوقت ، وتم تثبيته بجوار المبنى القديم لمخزن الأسلحة وظلت حتى عام 1860 ، وتم نقل إلى موقعه الحالي في ميدان إيفانوفسكايا عام 1960 عندما تم نقل المدفع مرة أخرى ، كجزء من بناء قصر الكرملين للمؤتمرات بالقرب من جرس القيصر ، وهو ضخم بالمثل وهو أكبر جرس في العالم (ولكنه لم يقرع أبدًا)، حيث لا تزال قائمة حتى يومنا هذا.

ولابد هنا من الإشارة إلى أنه لتحريك المدفع الموجود في الكرملين بموسكو ، تم تسخير 200 حصان سحب في نفس الوقت.
في عام 1980 تم ترميم المدفع آخر مرة في بلدة سربوخوف، تمت دراستها بدقة من قبل المتخصصين في أكاديمية المدفعية في ذلك الوقت وتم العثور على بقايا البارود ، مما يشير إلى أن المدفع قد تم إطلاقه مرة واحدة على الأقل .

كانت هناك نظرية شائعة مفادها أن مدفع القيصر تم إنشاؤه فقط لإثارة إعجاب الأجانب من القوى العسكرية الروسية و زرع الرعب في نفوس الناس والسفراء الأجانب، وكانت مهمته الأساسية هو ردع أعداء روسيا وإظهار قوة موسكو في عيون أعدائها.
One comment