غرفة العنبر كانت هدية دبلوماسية، إختفت خلال الحرب الوطنية العظيمة (1941-1945) بعد 200 عام من إهدائها، تاريخها يكتنفه الغموض منذ البداية، بدأت قصتها عندما قدمها الملك البروسي”فريدريك ويليام الأول” للإمبراطور” بطرس الأكبر”عام 1716م،كهدية نتيجة التحالف الذى تم بينهم ضد السويد، وكانت رمزًا غيرعادي للعلاقات بين روسيا ومملكة بروسيا – هو اسم كان يطلق بالأصل على مقاطعة ألمانية(1525م– 1947م)،ولكن بسبب نقص عدة أجزاء لم يتم تركيب غرفة العنبر فى عهد بطرس الأكبرو بقيت الهدية البروسية في القصر في المخزن،لكنها كانت مصدرفخر لكل من الأباطرة الروس: بطرس الأكبر، وإليزابيث بتروفنا ،و كاترينا الثانية .

سر إختفاء غرفة العنبر:
خلال الحرب الوطنية العظمى(1941م-1945م) أخذ الغزاة النازيين غرفة العنبر إلى كونيغسبيرج،و ظلت معروضة لعدة سنوات في إحدى قاعات متحف كونيجسبيرج، وعندما تراجعت القوات الألمانية،تم تفكيك الألواح الكهرمانية وإرسالها إلى مكان غير معروف،و محاولات العثورعلى “غرفة العنبر” لم تنته منذ نهاية الحرب العالمية الثانية فقد بحث عنها المتخصصون و المحترفون والناس العاديون،وكتب عنها العديد من الكتب وصورت لها الأفلام، لكن كان دائماً يحدث شيئاً غريباً، ولم يستطيع أحد الوصول لها كاملة و مات بسببها بعض الباحثون.

في عهد الإمبراطورة إليزافيتا بتروفنا (1741م-1761م):
كلفت الإمبراطورة إليزافيتا بتروفنا إبنة بطرس الأكبر المهندس المعماري راستريللي بتثبيت الألواح الكهرمانية المخزنة في قصر الشتاء مقر إقامتها الرسمي الذى استكمل التفاصيل المفقودة بأعمدة مرايا ولوحات جدارية،وفي عام 1745م، قدم لها الملك فريدريك الثاني ملك بروسيا،لوحة أخرى من العنبر،كانت صورها تمجد الامبراطورة ،وأصبحت غرفة العنبر في قاعة الحفلات قاعة الإستقبال الرسمية في قصر الشتاء، كل لوحة كهرمان فردية كانت عملاً فنياً مستقلاً، وتحفة حقيقية من المجوهرات،تم تركيب قطع من الكهرمان بشكل لا تشوبه شائبة في ألواح الفسيفساء التي تصور زخارف نباتية، ومعاطف من الأسلحة، وحروف أحادية،لا يقتصر الأمر على الحجم والشكل فحسب، بل تم اختيار جميع درجات اللون الكهرماني من الأبيض اللبني إلى الأحمر الداكن بشكل متناغم في هذه الألواح، بحيث تحول كل منها إلى صورة رائعة للعنبر، وفى وقت لاحق من عام 1755م، تم نقلها بناءاُ على أوامر الإمبراطورة إلى القرية الملكية تسارسكو سيلو (مدينة بوشكين حاليا).

في عهد الإمبراطورة كاترينا الثانية(1762م-1796م):
في عهد الإمبراطورة كاترينا الثانية في سبعينيات القرن الثامن عشر، تم االإنتهاء من إنشاء الزخرفة الفريدة وكان الثوب الكهرماني موجودًا على ثلاث طبقات، على ثلاثة جدران من الغرفة، الطبقة الوسطى محجوزة لثمانية لوحات رأسية، أربعة منها تحتوي على تركيبات من الأحجار الملونة، صنعت عام 1752م في فلورنسا على يد الرسامين سيريس و زوتشي، تم إنشا اللوحات بإستخدام تقنية الفسيفساء الفلورنسية، والتى تصور رموزًا للحواس الخمس: البصر، والذوق، والسمع، واللمس، والشم، تم وضع أعمدة مرايا طويلة بينهما،تم تثبيت الألواح الكهرمانية المستطيلة في الطبقة السفلى من الغرفة أيضًا، تم تزيين غرفة العنبر بطاولة صغيرة من العنبر على ساق منحنية بأناقة .
في يوليو 1755م،اكتسبت غرفة العنبر شكلها النهائي في عام 1770م عندما قررت كاترينا الثانية إجراء تغييرات عليها تم عمل ثمانية ألواح مسطحة من الطبقة الدنيا،وثمانية ألواح للأعمدة والعديد من التفاصيل الأخرى، و استهلكت 450 كيلوغرامًا من الكهرمان في أربع سنوات.

محاولات استعادة غرفة العنبر:
إستمرت محاولات روسيا لاستعادة غرفة العنبر منذ السبعينات، ففي يوليو 1979، اتخذ مجلس وزراء جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية قرارًا بإعادة إنشاء الألواح الكهرمانية، والتي بدأ العمل فيها في عام 1983 من قبل المهندس المعماري كيدرينسكي.
في عام 1994، تم تركيب الألواح الكهرمانية الأولى للطبقة السفلية وطاولة الزاوية، وأعاد مرممو ورشة تسارسكوي سيلو العنبر .
مواصفات الغرفة بعد الترميم:

يبلغ ارتفاع غرفة العنبر 7.8 مترًا، وتبلغ مساحتها حوالي 100 مترًا مربعًا،أخذت الواجهة الثلاثة للجدران 6 طن من الكهرمان من رواسب كونيغسبرغ (كالينينغراد حالياً).
و في عام 2000 أعيد إلى روسيا الأدراج والمنضدة والفسيفساء الفلورنسية،والتي كانت جزءًا من الزخرفة الأصلية لغرفة العنبر،والتى تم اكتشافها في ألمانيا،ولهذا الغرض تم تخصيص 7.85 مليون دولار من الميزانية الروسية و 3.5 مليون دولار أرسلتها شركة ألمانية، و6 أطنان من الكهرمان لإعادة إنشاء غرفة العنبر، وفي مايو 2003، تم افتتاح غرفة العنبر، في ذكرى الاحتفال بمرور 300 عاماً على مدينة سانت بطرسبرغ .
غرفة العنبر هى لؤلؤة قصر تسارسكوي سيلو مدينة بوشكين الحالية ، وواحدة من أشهر التصميمات الداخلية التي تم إنشاؤها في القرن الثامن عشر.