فندق ناشيونال يقع في المركز التاريخي للعاصمة موسكو ، أمام الكرملين عند تقاطع شارعي موخوفايا وتفيرسكايا أشهر شوارع العاصمة،وعلى بعد خمس دقائق سيرًا على الأقدام من الساحة الحمراء ومسرح البولشوي،وبالقرب من محطة مترو أخوتنى رياد،وفي وقتنا الحالى هو جزءًا من شركة الفنادق العالمية ستاروود العالمية Starwood Hotels & Resorts Worldwide ، تحت العلامة التجارية The Luxury Collection،ويعد واحدا من أفضل الفنادق الفاخرة فى العاصمة الروسية من فئة الخمس نجوم،غرف الفندق واسعة فسيحة ومريحة وفخمة ، ويقدم خدمات على أعلى مستوى ، وعلى مر العصور إستقبل الفندق ممثلي الإمبراطورية الروسية والنخبة العسكرية، وبعض أفراد عائلات ملكية من أوروبا،وكذلك أعضاء ثورة أكتوبر1917، وفيه يقع واحدا من أشهر وأفخم مطاعم موسكو مطعم “دكتور چيفاجو”.فندق ناشيونال فى موسكو يفوح منه عبق التاريخ وهذا ما سنتعرف عليه فى السطور التاليه
نبذه تاريخيه عن الفندق ومراحل تطوره:

عام 1901 بدأ بناء فندق ناشيونال ( الإسم الأصلي للفندق هو وطني )، مهندس المشروع المعماري الكسندر إيفانوف، لم يتم تشييد المبنى من الصفر، ولكن من خلال إعادة بناء مبنى سكني كان قائماً بالفعل،وفتح الفندق أبوابه للضيوف في 1 يناير 1903، كان الهدف من بناء الفندق هو استقبال وخدمة ضيوف أجانب رفيعي المستوى وممثلي الإمبراطورية الروسية والنخبة العسكرية، وأفراد عائلات ملكية من أوروبا، والتجار الأثرياء والصناعيون الكبار، ومابين أعوام 1903-1910 صدرت سلسلة من البطاقات البريدية عليها صورة فندق ناشونال ،وفيه عاش الدوق الأكبر ألكسندر ميخائيلوفيتش، حفيد الإمبراطور نيكولاس الأول، وعم آخر إمبراطور روسي، نيكولاس الثاني عام 1913، و أيضاً حل ضيفاً فى فندق ناشيونال زعيم الثورة البلشفية عام 1918 “لينين” .

جناح لويس السادس عشر:
قبل عام 1917 كانت الأجنحة في الطابق الثالث هي الأغلى، ومنهم جناح رقم “101 ” أو جناح لويس السادس عشر” آخر ملوك فرنسا قبل سقوط الملكية إبان الثورة الفرنسية، والجناح رقم 115 “جناح لويس الخامس عشر”، بقيت بعض القطع من الديكور الداخلي الأصلي : لوحات على الأسقف في الجناح 115 ، والمدفأة مزينة بالرخام الأبيض وشبكة معدنية في 101 الجناح ،في الوقت الحاضر ، تسمى هذه الغرف “الأجنحة الرئاسية” وهي الفخر الحقيقي للفندق.
بعد ثورة أكتوبر عام 1917 :
انعكست التغييرات التي حدثت في روسيا بعد ثورة أكتوبر عام 1917 على مصير الفندق ، ففى خلال معارك أكتوبر في موسكو ، كان مبنى الفندق بمثابة أحد معاقل القوات المضادة للثورة وتضرر أثناء القصف، بعد انتصار البلاشفة ، تم تأميم جميع الفنادق الكبرى في موسكو، تم تغيير اسم الفندق إلى “البيت الأول للسوفييت”، بعد نقل العاصمة إلى موسكو 1918، استقر أعضاء الحكومة السوفيتية في الغرف الفاخرة في الفندق،و إرتبط تاريخ هذا المبنى باسم” لينين” الذي عاش هنا لعدة أيام في مارس عام 1918 مع زوجته “ناديجدا كونستانتينوفنا كروبسكايا” في شقة من غرفتين برقم 107-109 ، تم تزيين الغرفة بمفروشات ناعمة بألوان خضراء، وطاولة كتابة ضخمة مغطاة بقطعة قماش خضراء، وأواني حبر رخامية سوداء بأثقال للورق، وشمعدان من البرونز ومصباح من البرونز بظل أخضر، كانت الغرفة مضاءة بثريا برونزية بثلاثة أذرع كما أقام هنا أيضاً “دزيرجينسكي” وهو وعضو بارز فى مجلس السوفييت ورئيس جهاز ال “كي جي بي”.. جهاز الاستخبارات السوفياتية ، وإستقر معهم “تروتسكي” مدير اللجنة التنفيذية للحزب الشيوعي الروسي ،والذى وأعتقد أغلب الشعب الروسي أنه سوف يخلف لينين في رئاسة الحزب ولكن ستالين كان ذا سلطة قوية وانتصر في النهاية هازماً تروتسكي، وفقط في الثلاثينيات تقرر إرجاع الوضع السابق للفندق بعد انتقال كبار أعضاء الحكومة السوفيتية إلى الكرملين، و في عام 1974 أدرج فندق “ناشيونال” في قائمة الآثار التاريخية والثقافية التي تحميها الدولة،

مرحلة بعد تفكك الاتحاد السوفيتى:
ومابين عامى1991 – 1995، تم تنفيذ أعمال إعادة البناء والترميم على نطاق واسع في الفندق، و حالياً يوجد 206 غرفة ، منها 37 “أجنحة” ، نوافذها تواجه الكرملين ، والديكور الداخلي مصمم بحيث احتفظت العديد من الغرف بالتصميمات الداخلية في أوائل القرن العشرين وتم تأثيثها بأثاث عتيق ونقوش ومطبوعات مع مناظر لموسكو القديمة ، وظهرت لوحات مكتوبة بروح الواقعية الروسية على جدران الفندق.
مطعم “دكتور چيفاجو”:




كما يشتهر الفندق بوجود قاعة ومطعم “دكتور چيفاجو” ذات اللون الأبيض الثلجي مع نجمة الياقوت الأسطورية على السقف الذهبي ترحب بالضيوف بلوحات لفنانين سوفيتيين بارزين، ومع ذلك ، فإن الأطباق لا تتميز “بتواضع” الحقبة السوفيتية” ، بل على العكس من ذلك فهي تشعر بنسيم الفخامة وعمق التقاليد التاريخية، تذوق المأكولات الشهية للشيف ، يتعرف الضيوف على التاريخ الروسي، حتى من خلال المأكولات الروسية الشهية.
5 comments