مسجد الجمعة بمدينة دربند فى داغستان أقدم مسجد فى روسيا ، بناه مسلمة بن عبد الملك في سنة 734 م، الأمير الأموى ووالى إمارة أرمينيا وأذربيجان فى ذلك الوقت، وأحد أفضل القادة العسكريون فى فترة الخلافة الاموية، ويعتبر أقدم مسجد في البلاد ،وكذلك الأقدم على أراضي روسيا. يضم المجمع المعماري للمسجد مبنى المسجد نفسه ومدرسة دينية ومقر عمل الائمة.
تاريخ بناء المسجد:
جرى بناء المسجد في الفترة بين عامي 733-734، وفي وقت لاحق في الفترة بين عامي 1474-ـ1475 شيدت مدرسة دينية ضمن المسجد، وطوال هذه الفترة تعرض اكثر من مرة الى دمار جزئي نتيجة الهزات الارضية وجرت اعادة بنائه عدة مرات،و يكتسب المجمع شكله النهائي الا في عام 1815، وكان وقتئذ اكبر واجمل مبنى في المدينة.
في العهد السوفيتي تم اغلاقه عام 1930، وحولته وزارة الداخلية الى سجن في الفترة ما بين عام 1938 وعام 1943 ، وأعيد لرجال الدين المسلمين في عام 1943 وأصبح أكبر مسجد في شمال القوقاز.
متى وصل العرب إلى مدينة دربند:
مدينة دربند انتقل حكمها من من فاتح إلى آخر عبر القرون ،أطلق عليها اليونانيون اسم الممر الألباني ، والروم بوابة الخزر وأسماها العرب باب الأبواب ربما لأنهم فتحوا كل القوقاز بعد فتح مدينة دربند.
وصل إليها العرب للمرة الأولى في عام 19 هجري 640 م ، فى عهد الخيفة عمر ابن الخطاب رضى الله عنه ومن ثمّ تم فتحها بشكل نهائيّ على يد مسلمة بن عبد الملك بن مروان فى فترة الخلافة الاموية عام 712 م ، تحولت المدينة خلال الحكم الإسلامي إلى مدينة كبيرة في القوقاز بالعصور الوسطى وظهرت فيها حرف وصناعات مثل صناعة الخزف والزجاج وصياغة الذهب والنسيج والسجاد والورق والحرير والصابون وغيرها كما تطورت الزراعة وخاصة زراعة الزعفران والقطن والكتان وغيرها

إسم المدينة مشتق من كلمتين فارسيتين دار وتعني بوابة و بيند وتعني القفل أو العقدة، أوالمعبر، أو محطة الحدود وذلك نسبة إلى موقعها الاستراتيجى ، فهى بوابة استراتيجية بين بحر قزوين وجبال القوقاز، و كانت مسورة، وسورها داخل في البحر، و محكمة البناء، موثقة الأساس، أدرجت أسوارها على قائمة التراث العالمي الثقافي اليونسكو.
مدينة دربند كانت دوما محل تساؤل علماء الآثار ! فهم يعتقدون أن قبائل مختلفة استقرت فيها منذ خمسة آلاف سنة .

مدينة دربند اليوم:

مدينة دربند أو كما أطلق عليها العرب باب الأبواب تقع فى جمهورية داغستان حاليا ،وهي إحدى الكيانات الفدرالية في روسيا عاصمته” محج قلعة”، وهى الميناء الروسي الوحيد على بحر قزوين الذي لايتجمد في فصل الشتاء، أما عن مدينة دربند فهى تقع على ساحل بحر قزوين إلى الجنوب الشرقي من العاصمة محج قلعة،و تبعد عن العاصمة موسكو 2212 كم، يعيش على أرضها أكثر من 30 قومية، وفيها تنوع ديني والعديد من أماكن العبادة حيث تضم المدينة مجموعات عرقية مختلفة، تجمعت على مدى القرن الماضي وتحولت إلى عائلة كبيرة تعيش فى سلام و آمان.
ومن العجيب أن المسجد اليوم يقبع تحت سيطرة الشيعة وتقام فيه صلاة الجمعة، حيث الشيعة يؤدونها أولًا ومن ثمّ السنّة بعدهم. وبينما يُرفع الأذان الشيعي عبر مكبرات الصوت، يتم رفع الأذان السنّي داخل المسجد.
مدينة دربند ليست فقط متحف طبيعي بل هي أيضا مكتبة في الهواء الطلق فريدة من نوعها تتضمن مئات العبارات المقتبسة باللغات العربية والفارسية
2 comments