بحيرة السرو سوكو هي منطقة بيئية فريدة من نوعها،وربما تكون هذه واحدة من أكثر الأماكن غموضًا وغير العادية في روسيا،هذا هوالمكان الوحيد في روسيا الذى تنمو فيه أشجار السرو مباشرة من البحيرة، يصل ارتفاعها إلى 30 مترًا، ويبلغ سمكها 1.5 مترًا،تبدو وكأنها عمالقة سحرية، انتقلت بأعجوبة من جزء آخر من الأرض، فمن النادر جدًا أن تقابل أشجار السرو في أراضي الاتحاد الروسي،لأنها تنمو بشكل أساسي في المكسيك وتكساس وفلوريدا، تقع بحيرة السرو سوكو على بعد 14 كيلومترًا من منتجع مدينة أنابا في إقليم كراسنودار على ساحل البحر الأسود،على ارتفاع 40 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وهى بحيرة خلابة، مياها فيروزية،عادة لا توجد رياح قوية على البحيرة،والهواء نقي ومليء برائحة الأشجار الجبلية التى تحيط بها، والتى تطلق رائحة الراتنجات العطرية (الراتنج هو إفراز عضوي يحوي المواد الهيدروكربونية من النبات،ويتم أفرازه من أجل حماية الشجرة من العومل الخارجية : الفطريات ، العفن ، البكتيريا ، الحشرات )،وعند شروق الشمس وقبل منتصف النهارعلى البحيرة صمت وهدؤ مريح للأعصاب، وشعاع خافت يتدفق على أشجار السرو، وضباب خفيف يصعد من الماء، بين المساحات الخضراء وأشجار السرو الأسطورية، والتى وتدور حولها العديد من الأساطير حول كيفية ظهورها فى روسيا. فما هى قصتها ؟ هذا ما سنعرضه فى السطور التالية.
كيف ظهرت البحيرة:

بحيرة سوكو هى بحيرة صناعية، ظهرت عندما تم إغلاق أحد روافد نهرسوكو بواسطة أحد السدود في الثلاثينيات من القرن العشرين، البحيرة متصلة بالبحر بواسطة نهر ينقل مياهها عبر وادي يحمل نفس الاسم “وادي سوكو”، يمتد وادي نهر سوكو الخلاب من الشرق إلى الغرب لمسافة 7 كيلومترات، وتمتد في أعماقه البحيرة، توجد أيضًا بساتين من الصنوبر وبقايا العرعر، والتي تطلق الراتنجات العطرية في أيام الصيف الحارة، وبفضلهم يكتسب الهواء في الوادي خصائص مفيدة.
لماذا سميت بحيرة سوكو:

يوجد نظريتين لظهور إسم المكان سوكو أولهما جاء الاسم غير المعتاد للمكان من اللغة الأديغة والذى أطلقه السكان المحليين على المكان الذي تأتي فيه الخنازير البرية للشرب، وثانيهما جاء من الشعوب الناطقة بالتركية ترجمة مختلفة: “سو” – “ماء” ، “كيو” – “وادي” ، اتضح حرفياً – “وادي النهر”، يمكن اعتبار كلا النظريتين صحيحتين، لأنه في هذه المنطقة ينمو أشجار السرو من البحيرة فى الوادى.
عامل الجذب الرئيسي للبحيرة:

عامل الجذب الرئيسي للبحيرة هو 32 شجرة سرو فريدة من نوعها، ووفقًا لإحدى النظريات أنه تم جلبهم من أمريكا الشمالية في الثلاثينيات من القرن العشرين، وتمت زراعتهم كجزء من تجربة علمية بعيدًا عن وطنهم،ونجحت الأشجار الصغيرة في ترسيخ جذورها، في البداية، كانت الأشجار موجودة على الأرض، ولكن مع مرور الوقت، غطت المياه هذه المنطقة،وانتهى الأمر بالنباتات في الماء،وأصبحت أبطالًا في عدد لا يحصى من البرامج التلفزيونية وجلسات التصوير، حتى أن صورتهم زينت صفحات مجلة ناشيونال جيوغرافيك،و شكلت زراعة أشجار السرو نوعًا من المنتجعات الصحية ذات التأثير العطري،وأثبتت بعض الأبحاث العلمية أن المشي بين تلك الأشجار يفيد الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي، وكذلك مع اضطرابات الجهاز العصبي،هذه الأشجارتم إدراجها في الكتاب الأحمر باعتبارها نباتات نادرة ،وهى تخضع لحماية الدولة.
الأنشطة ووسائل الترفيه فى بحيرة سوكو:

يستمتع ضيوف بحيرة سوكو بين المساحات الخضراء وأشجار السرو الأسطورية، ويتنفسون الهواء النقي ، ويستمتعون بحفلات شواء معطرة، ويوجد محطة للقوارب يمكن استئجار قاربا والذهاب للصيد، كذلك ثم يمكن استئجار شرفة المراقبة مع الشواء.
كيف تصل إلى سوكو:
يوجد في أنابا مطار ومحطة سكة حديد وميناء بحري للركاب وشبكة متطورة من الطرق السريعة،وتنطلق الحافلة رقم 109 من أنابا ، تحتاج إلى النزول في المحطة الأخيرة والمشي لمدة 20-30 دقيقة، أو يمكن الإشتراك فى أحد الرحلات السياحية التى تعرضها شركات السياحة فى مدينة أنابا.