المخبأ السرى 703 أو Bunker-703 كما يطلق عليه فى روسيا هو أحد الملاجئ السرية التى تم رفع السرية عنه فقط فى عام 2018،عندما أعلنت السلطات أن المنشأة أصبحت غير صالحة من الناحية الفنية، مبنى غير واضح من طابقين في حى زاموسكفوريتشي وسط العاصمة موسكو،لم يجذب انتباه السكان المحليين منذ عقود، يقع مباشرة مقابل مصنع للحلويات، لم يعرفوا أنه يوجد أسفله مباشرة مستودع للوثائق السرية لوزارة الخارجية، في التسعينيات إنتشرت شائعات بين السكان مفادها أنه يوجد مكان تحت الأرض مليئ بالشوكولاتة والبسكويت، لذلك أطلق عليه “قبو-الشوكولاتة Shokoladnyy Bunker”.
في عام2018 م تم رفع السرية عنه، وتحول إلى متحف وسُمح لأول مرة بدخوله للجمهور، يضم المكان متحف فريد من نوعه،ومساحة تحت الأرض تستضيف العديد من المعارض المخصصة لمواضيع مختلفة مثل: تاريخ تخزين الوثائق السرية، وبناء الهياكل تحت الأرض، وحماية السكان من آثارأسلحة الدمارالشامل، ومشاريع المخابئ النووية الأولى من عصر الاتحاد السوفيتي، وكذلك يوجد به مساحة مخصصة لمسرح إبداعي.
المخبأ السرى 703 هو المكان الوحيد في العاصمة الذى يسمح لزائريه إطلاق صفارات الإنذار للإعلان عن هجوم نووي، أو السيرعبر نفق من الحديد الزهر على عمق 43م تحت الأرض، بنفس الطريقة التي تسير بها قطارات خط مترو موسكو الدائري،أو تحريك باب يبلغ وزنه 10طن بإصبع واحد،ويمكن فيه الإطلاع على بعض الوثائق التى رفعت عنها السرية حول إنشاء أول المخابئ العميقة السوفيتية. فما هى قصته ؟ ذلك ما نتعرف عليه فى السطور التالية:
تاريخ المخبأ 703:
في أواخر الأربعينيات بدأ إنشاء أرشيف آمن لحفظ وثائق وزارة خارجية اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية تحت الأرض،حيث تم الاحتفاظ بالعديد من الوثائق في سرية تامة و بشكل آمن للغاية،و تم الانتهاء من البناء في ذروة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، افتتح Bunker-703 في خريف عام 1961 تحت اسم ” المستودع الخاص رقم 2 التابع لوزارة الشؤون الخارجية في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية”.
عمل المرفق تحت الأرض على النحو المنشود لأكثر من 40 عامًا، كان موظفو التخزين الخاص ينزلون عدة مرات في اليوم دون أن يلاحظهم أحد من قبل سكان العاصمة،ليحلوا محل بعضهم البعض، من أجل الوصول إلى التخزين الخاص حيث يوجد المخزن، كان على الموظفين المصرح لهم المرور عبر نقطة التفتيش، وبمجرد وصولهم إلى مبنى صغير، ينزلون سلالم بعمق حوالي 11 مترا، ثم ينتقلوا عبر نفق إلى باب ضخم محكم يزن 10 أطنان، تم تثبيته لحماية الوثائق في حالة نشوب حرب نووية، ومنه إلى المصعد للنزول 32 مترًا أخرى تحت الأرض، حيث يوجد ثلاث غرف مليئة بوثائق سرية تقع على نفس المستوى مع أنفاق مترو موسكو.
في أوائل عام 2005، غمرت الأرشيف السري تحت الأرض المياه الجوفية، تم انتهاك الظروف المناخية لحفظ الوثائق تحت الأرض، وسرعان ما تم نقل الوثائق المخزنة في العديد من الخزائن والأرفف إلى مكان آخر.
وفي غضون بضع سنوات أعيد بناء المخبأ 703 ، ثم تم هجره،وفي عام 2018 تم رفع السرية عن المنشأة القديمة،وتم نقل ملكيتها إلى شركة خاصة، وبدأت مجموعة من المتخصصين العمل على تنظيم أول متحف في البلاد للتحصين الحديث واليوم يمكن المشاركة فى أحد الرحلات السياحية لزيارة المخبأ 703.
حقائق مثيرة للاهتمام حول المتحف:
يعتبر المخبأ 703 مثيرًا للاهتمام بشكل خاص بسبب ميزاته التقنية الفريدة، تم تركيب أبواب ضخمة وأقفال محكمة عند المدخل، كما تم تركيب صمامات خاصة على أنابيب التهوية، مما يضمن سلامة الوثائق السرية، أيضًا تم تثبيت أبواب كبيرة أوتوماتيكية محكمة الغلق مع عجلات توجيه في كل الاتجاهات بطريقة تجعل الأرشيف محكم الإغلاق تمامًا في حالة حدوث ضربة نووية، خصص المهندسون غرفة كاملة لمعدات قوية وكبيرة الحجم،بمساعدتها تمكن الموظفون من الحفاظ على الظروف المناخية المثلى اللازمة لتخزين المستندات الهامة: درجة حرارة هواء تبلغ 18 درجة مئوية ورطوبة تبلغ حوالي 50٪، احتفظ القبو بأنظمة دعم الحياة المصممة لتشغيل منشأة سرية في ظروف الانفجار النووي،وكانت المعدات الخاصة قادرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون لتوفير جو تنفس مثالي في مساحة مغلقة تحت الأرض.
يتصل المخبأ 703 بأحد فروع مترو موسكو، كان مترو الأنفاق بمثابة مخرج الطوارئ ونظام النقل لمرفق التخزين الخاص.
على عكس الأشياء الأخرى التي رفعت عنها السرية في مترو الأنفاق في موسكو، يحتفظ Bunker-703 بأكثر الأجواء أصالة من الستينيات من القرن الماضي، عندما تم تشغيل مرفق التخزين الخاص، وفقًا لفكرة مالك المتحف، أثناء المشي عبر أنفاق الحديد الزهر، لا يمكن للضيوف مشاهدة جميع المعروضات فحسب، بل لمسها أيضًا .
حاليًا يعتبر هذا القبو بالفعل قديمًا،لن يصمد أمام ضربة نووية، لأنه بُني وصُمم في وقت كانت فيه قوة القنابل النووية أقل بعشرات أو حتى مئات المرات من تلك الحديثة.
روسيا فور آراب 