روستوف فيليكي درة الطوق الذهبى لروسيا

مدينة روستوف فيليكي تبعد عن العاصمة الروسية فقط 200 كيلومتر،وتسمي روستوف فيليكي أي العظيمة، يرجع ذلك لماضيها العظيم، وأيضا لكي تتميز عن مدينة روسية أخرى تحمل نفس الإسم روستوف نا دانو، أي رستوف على نهر الدون والتى تقع في جنوب روسيا، ورغم أنها مدينة صغيرة إلا أن تاريخها فيه الكثير من الغموض وكثيراًمن الأسئلة المحيرة، وقد يكون ذلك لعدة أسباب نذكر منهم: أولاً – هى من أقدم المدن الروسية، حيث يعود أول ذكرلها في التاريخ إلى عام 862م، وثانياً – هى مدينة محاطة بغابة ضخمة جميلة و تنبت فيها أشجارالبتولا الروسية، والتى أصبحت رمزا لروسيا بفضل الشاعر “سيرغي يسينين” الذى طالما تغنى بها فى قصائده أشهرها قصيدة “بيرش” البتولا البيضاء ..تحت نافذتي..مكسوة بالثلج..مثل الفضة، وأيضا ينبت فيها أشجار الصنوبر، أضف الى ذلك بحيرة “نيرو” والتي تقع على ضفتها المدينة، وهى بحيرة للمياه العذبة تبلغ مساحتها حوالى 52 كيلو مترمربع ، كانت ترسل الأسماك الطازجة الى مائدة قصرالقيصر ايفان الرهيب فى موسكو، وتعتبر مدينة روستوف فيليكي المركز الأهم في روسيا لتصنيع الخزفيات وتشتهر بحرفة الرسم بالمينا، حيث تعتبر هذه الحرفة علامة لامعة للمدينة، والتى تُعد من بين أقدم الحرف التقليدية في روسيا،كما يوجد بها 326 معلمًا ثقافيًا، وقد تم إدراج مدينة روستوف فيليكي في قائمة المدن التاريخية لجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية عام 1970، يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة فقط.

نبذة تاريخية:

ظهر إسم مدينة روستوف فيليكي لأول مرة في سجلات التاريخ في عام 862 م،كقرية صغيرة، فى البداية كانت تحت حكم الأمير ياروسلاف مودري (الحكيم) حتى عام 1054، لكنها تحولت فيما بعد إلى مكاناً لصراعات كثيرة بين الأمراء الروس ولعدة قرون، حتى ضمها الأمير إيفان الثالث إلى دوقية موسكو فى القرن الخامس عشر، وفي نهاية القرن السابع عشر نشأ فيها مقر المطارنة (رَؤساء الكَهَنَةِ فى الديانة المسيحية) والذى أطلق عليه اسم “كرملين روستوف” فى القرن التاسع عشر،عاش فيها الحرفيين المهرة والتجار، ظهرفيها نوع من الحرف اليدوية تسمى “فينيفت” وهي عبارة عن الرسم بالألوان على لوحات معدنية مطلية بالمينا، في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، واليوم يمكن تسمية روستوف فيليكي بمركز المينا الحقيقي فى روسيا، حيث تعمل مجموعات مختلفة من أمهر الحرفيين توارثت وتعلمت وطورت هذه الحرفة اليدوية “فينيفت”، ومعهم مجموعة من الفنانين المبدعين داخل ورش الإبداع الفنى لأي مينا.

أهم وأشهر المعالم السياحية فى مدينة روستوف فيليكي:

1 كرملين روستوف فيليكي:

كرملين روستوف فيليكي بني في القرن السابع عشر والذى يُعد درة فن العمارة الروسية، وهو عبارة عن حصن مستطيل الشكل محاط بجدران عالية،ويتكون من عدة قصور وكنائس لها جدران بيضاء، و11 برجا، وقباب يغطيها خشب ببريق معدني، تصل بينها ممرات مستقيمة ذات جدران سميكة، ويتصل الكرملين من جهة الشمال بساحة الكاتدرائية،فيها يقع بها برج الأجراس به خمسة عشر جرساً، ولكل واحد منها إسماً وتاريخاً، يزن أكبرها 32 طنا، يقرعها أربعة أشخاص،و يسمع رنينها على بعد 20 كيلومتر،وتم تصوير فيلم روسي شهير عام 1973م إسمه”إيفان فاسيليفيتش يغيرالمهنة” في هذا الكرملين ، وهو من بين الأفلام المحببة للشعب الروسي.

2 متحف مينا روستوف كرملين:

يمكن رؤية أكبر مجموعة من مينا روستوف في روسيا، والتي يبلغ عددها حوالي 2500 منمنمة داخل متحف مينا روستوف كرملين والتى يرجع تاريخها إلى القرنين الثامن عشر، داخل متحف مينا روستوف كرملين.

3 روستوف فيليكي جوستيني دفور:

هو عبارةمجمع معماري كبير تجمتع فيه أنماط معمارية لعصورمختلفة ،بعضها مزين بأقواس وأعمدة، تم زخرفتها منذ أربعينيات القرن التاسع عشر،ويقع فى وسط المدينة، تمتد أقدم المحلات التجارية على طول الجدار الشمالي لسياج كاتدرائية الصعود،ولأكثر من قرنين من الزمان، احتفظت جميع المباني بالغرض الأصلي والذى بنتيت من أجله ،ولا تزال تستخدم في التجارة.

4 متنزه المدينة الواقع على شاطئ بحيرة “نيرو”:

يمكن زيارة متنزه المدينة الواقع على شاطئ بحيرة “نيرو” في الجزء المركزي من روستوف فيليكى ، كما يمكن رؤية استعراض أسطول بحيرة “نيرو” من جسر هذا المتنزه فى بداية الصيف من كل عام.

في روستوف فيليكى يمكن تذوق الأطباق الروسية التقليدية في روستوف فيليكى والطعام الرئيسي في جميع المقاهي والمطاعم هو طبق بيلميني (الزلابية الروسية)، المحشوة بالسمك سمك الكراكي أو الزنجور، ويمكن لزوار روستوف في الأيام المشمسة التمتع بمنظرها الجميل من جهة البحيرة، وخاصة من على متن الزوارق الصغيرة.