فندق “أوكرانيا” سابقاً (راديسون كوليكشن حالياً ) فى موسكو يندرج في قائمةِ أفخم فنادق العاصمة الروسية ، ويعتبر أحد” الأخوات السبعة ” ذات الطراز الستاليني التي أضحت من أهم المعالم السياحية فى موسكو،وتحمل صورته بطاقات البريد التذكارية ،ويزين صور السياح الفوتوغرافية، لكن القليل ممن يعرف قصته، ذلك الصرح المعمارى العظيم، رمز الصداقة الأبدية بين روسيا وأوكرانيا، يحتل المرتبة الثانية بين ناطحات السحاب الستالينية من حيث الإرتفاع ، ويصل ارتفاعه إلى206 مترًا، بينما يصل إرتفاع مبنى جامعة موسكو الحكومية إلى 240 م.

شاركت مجموعة كاملة من المتخصصين في إنشائه على رأسهم المهندس المعماري موردفينوف، ومهندس التصميم كراسيلنيكوف، والمصمم كاليش، والمهندس المعماري أولتارزيفسكي، وهو يقع عند تقاطع أشهر شوارع موسكو “كوتوزوفسكى بروسبكت” ، و “نوفى أربات”، وليس بعيدًا عن جسر “نوفى ارباطسكايا”، وسمى “فندق أوكرانيا”، عند إفتتاحه في 25 مايو عام 1957، في ذلك الوقت، تم الاعتراف به رسميًا باعتباره الفندق الأكثر تقدمًا في أوروبا.

قصة الإسم:
وفقًا لخطة ستالين، كان للفندق إسماً آخر”فندق دوروجوميلوفو “، لكن بعد وفاته عام 1953، تولى الحكم نيكيتا خوروشوف،والذى كان يعشق أوكرانيا، واحتفالاً بالذكرى 300 لاندماج أوكرانيا في الإمبراطورية الروسية، أصدر مجلس السوفييت الأعلى مرسوماً يقضي بنقل ملكية محافظة القرم من الجمهورية الروسية إلى جمهورية أوكرانيا، آخذاً في الاعتبار الطابع التكاملي للاقتصاد، والمجاورة الجغرافية، والروابط الاقتصادية الوثيقة بين محافظة القرم وجمهورية أوكرانيا،ومن المرجح أن خوروشوف ما كان ليظن أن الاتحاد السوفييتي سيتفكك بعد أقل من 40 سنة ،و كما إعتقد أنه سيكون من الجيد تسمية الفندق الجديد باسم” أوكرانيا “، كرمز للصداقة الأبدية ،وبأمر من خوروشوف لم يتلق المجمع الفندقي اسمًا جديدًا فحسب، بل تحول جزء منه إلى شقق سكنية لم يكن منصوصًا عليه في المشروع الأصلي،بناءاً على رغبة خوروشوف أيضاً، والذى قال ” إننا لا نستطيع تحمل إنفاق هذا النوع من المال على بناء فنادق فاخرة، وأمر بتصميم شقق سكنية في مبنيين متجاورين للمبنى الرئيسي في المباني الجانبية ،حيث ظهرما يقرب من 250 شقة عاش فيها مئات الأشخاص من المشهورين فى تلك الفترة مثل مؤلف رواية “أطفال أربات” أناتولي ريباكوف، وعازف السيرك يفغيني ميلاييف، وكاتب وكاتب سيناريو فيلم “البنات” ، بوريس بيدني ، وأقارب كليمنت فوروشيلوف و آخرين.

محطات تاريخية لفندق أوكرانيا:
-في عام 2005 ، تم الاعتراف بالمبنى الذي يقع فيه فندق أوكرانيا باعتباره معلمًا ثقافيًا،و في نفس العام تم تجديد واجهته بالكامل.
-في عام 2007، خضع المبنى الشاهق لناطحات السحاب الستالينية لإصلاح شامل ، والذي تضمن استعادة التفاصيل الداخلية التاريخية وتحسين أنظمة الاتصالات.
-في عام 2010 ، حصل الفندق الذي تم تجديده وتحسينه على اسم جديد فندق راديسون رويال موسكو.

فندق أوكرانيا حالياً:
حالياً تحول هذا المبنى الفخم الى فندق من فئة خسمة نجوم، لسلسلة فنادق راديسون،ويضم حوالي 500 غرفة والعديد من المطاعم والبارات ومسبحًا بطول 50 مترًا، هو أحد فنادق راديسون كوليكشن، ويديره مجموعة فنادق ريزيدور، وتستقبل زوار الفندق ملامح الحقبة السوفيتية من الردهة المركزية، من خلال لوحة عيد العمل والحصاد في اوكرانيا المضيافة، بالاضافة الى التماثيل العائدة الى الخمسينيات من القرن الماضي، لا سيما انها من ابداع فنانين روس مشهورين مثل فاسيلي بولينوف والكسندر دينيكا وميخائيل كوبريانوف،وأهم ما يميز ناطحة السحاب هذه هو مجموعتها الفنية من الصور والتماثيل وكذلك ماكيت هو عبارة عن نموذج مصغر لمدينة موسكو بمساحة إجمالية قدرها 305 مترًا مربعًا، تجسد صورة شاملة لموسكو بشكل مصغر،وتبين معالمها التاريخية في السبعينيات، والتي ابدعها اكثر من 300 مهندس و فنان وحرفي .

تبلغ المساحة الاجمالية المبنى عليها الفندق أكثر من 88 ألف متر مربع وهو مكون من 34 طابقا ،على شكل حرف U،و يتكون المبنى من ثلاثة أجزاء يشغل الفندق نفسه المبنى المركزي ( البرج الرئيسي)، وفي المباني الجانبية ذات عدد الطوابق من 9 إلى 11 يوجد 255 شقة بها غرفتان إلى أربع غرف.
معظم المباني الخارجية مبطنة بكتل خزفية، والطابقان الأول والثانى من الحجر الجيري ، والطابق السفلي والمدخل الرئيسي من الجرانيت ، تزين أبراج الزاوية حزم القمح وأواني الزهور بأسلوب منمق مثل الحزم ويعلو، برج الفندق النجمة الخماسية. “فندق راديسون كولكشن ” يتيح فرصة قضاء وقت ممتع ليس لزوار العاصمة فحسب، بل ولأبناء موسكو أيضا .
You made some really good points there. I checked on the web to learn more about the issue and found most individuals will go along with your views on this site.
إعجابLiked by 1 person