تحمل الكثير من شوارع ومدن روسيا أسماء المتميزين من بين أبناء البلاد المسلمين، وقد تجد اسماً لمبدع مسلم من روسيا يُطلق على شارع في إحدى مدنها، فقد أسهم المسلمون الروس في رفع إسم بلدهم عالياً،شأنهم في ذلك شأن كافة مواطني البلاد من مختلف الأديان والعرقيات،سواء ولدوا أوعاشوا في الجمهوريات السوفيتية السابقة وروسيا، وقد برزت منهم شخصيات لامعة في شتى المجالات،ممن شاركوا في نمووازدهاربلدهم،ويعتبر من أهم طرق التكريم وأكثرها قيمة إطلاق أسماء تلك الأشخاص على الشوارع والميادين، ليتجاوز التكريم ليصل حد تخليد ذكراهم،وقد كرّمت موسكو هؤلاء النوابغ بإطلاق أسمائهم على شوارع وميادين في موسكو وغيرها من مدن البلاد،ومن ضمن هؤلاء:
1- صمد فورغون أو وكيلوف (1906م- 1956م):вургун самед

الشاعر والأديب المسرحى السوفيتي الأذربيجاني،أحد مؤسسي أكاديمية العلوم الوطنية الأذربيجانية (1945)، وعضو عامل بها، حصل على لقب”شاعر الشعب الأذربيجاني” (1956م)، تولى رئاسة اتحاد الكتاب الأذربيجانيين (1941م- 1948م)، حصل على جائزة الدولة للاتحاد السوفيتي مرتين (1941 م،و1942م)، ومن أهم إبداعاته قصائد “لقبتان” ،”ست وعشرون” ،”أيغون” ،ومسرحيات “فاجيف”،”فرهاد وشيرين”،شارك الشاعر أيضًا في الإبداع خلال الحرب الوطنية العظمى (1941م-1945م) ، فقد كتب أكثر من ستين قصيدة منهم قصيدة “داستان في باكو”، و كانت تُلقى أوراق كُتبت عليها هذه القصائد على الجبهة الأوكرانية، للشد من أزر الجنود والفدائيين، وقد شاركت قصيدة “وصية أم” في مسابقة لاختيار أفضل القصائد المناهضة للحرب أجريت في الولايات المتحدة عام 1943، ونالت تقييماً عالياً من قِبل القائمين على المسابقة، وطُبعت ضمن أفضل 20 قصيدة تم الترويج لها في صفوف العسكريين الأمريكيين.
أطلق إسمه على أحد الشوارع في المنطقة الشمالية لموسكو،وكذلك في أذربيجان نفسها أعيد تسمية قرية كاملة تكريما للشاعر،علاوة على ذلك، في مدن أذربيجانية مثل باكو، توجد شوارع صمد فورغون أيضًا، وفي الستينيات أقيم نصب تذكاري للشاعر في العاصمة الأذربيجانية كان مبتكره هو النحات فؤاد عبد الرحمنوف.
2- موسى جليل مصطفوفيتش (1906م- 1944م):Джалиль, Муса Мустафови

شاعروكاتب، مقاوم تتري سوفييتي، وفي وقت قصير صار واحداً من أكبر الشعراء والكتّاب في الأدب التتري،والأكثر قرباً وتفضيلاً لدى الشعب التتري، تميز أسلوبه الأدبي بالغنائية الكاملة المفعمة بروح التفاؤل،عاش في أماكن مختلفة في الاتحاد السوفييتي، وعمل في عدة وظائف، كتب أيضا عدة قصائد ملحمية مثل “ساعي البريد” عام 1938،وكذلك عدة مسرحيات،وترأس عامي 1939 و1940 اتحاد الكتاب التتر التابع لاتحاد الكتاب السوفييت، وكانت أعماله الأدبية تصويراً فنياً لما عاشه الشاعر شخصياً، ولما عايشه من أحداث عصره، فحين اجتاحت الجيوش النازية الاتحاد السوفيتي في يونيو 1941، تطوع جليل في الجيش الاحمر، وعمل مراسلا حربيا في جبهة فولكوف لصحيفة “أوتفاغا”، وكتب في تلك الفترة قصائد وطنية تعبرعن مشاعر الناس في الحرب، وأسره النازيون عام 1943، وحكم عليه بالإعدام مع العديد من رفاقه التتر، ونفذ حكم الإعدام بالمقصلة عام 1944في سجن بلوتسنزيه، ودفن في مقبرةجماعية، ويؤكد شهود عيان تم تنفيذ أحكام الإعدام أمامهم، أن موسى جليل ورفاقه كانوا يسيرون إلى قدرهم المحتوم وحناجرهم تصدح بتهاليل باللغة التترية وبآيات من القرآن.
أُطلق اسمه على شارع فى وسط العاصمة الروسية،وأيضاً فى عام 2011 تم افتتاح نصب تذكاري للشاعر في أُحدشوارع جزيرة فاسيليف بمدينة سانت بطرسبرغ.
3- إبراغيموف شيمردان نورمانوفيتش(1899م-1957م):Ибрагимов, Шаймардан Нуриманович

أحد أبرز الشخصيات من أبناء الأمة الإسلامية في الاتحاد السوفييتي، رجل الدولة الذي تقلّد المناصب الحكومية، ففى عام 1921م عين رئيس اللجنة المفوضة للجنة المركزية للحزب الشيوعي لعموم الاتحاد للبلاشفة، واللجنة التنفيذية المركزية لعموم روسيا ومجلس مفوضي الشعب في روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية لشؤون القرم،و فى عام 1937 عمل في وزارة الصناعة الخفيفة بالاتحاد السوفياتي،وتقلد مناصب أخرى في موسكو،كان أحد الأبطال المشاركين فى الحرب الوطنية العظمى،حارب على الجبهات الشمالية الغربية وجبهة لينينغراد، عاش فى شارع بولشوي جينيزدنيكوفسكي 10 فى موسكو،وينسب له الفضل ترجمات بعض أعمال تولستوي وكتاب روس آخرين، بالإضافة إلى مجموعة من القصص الخيالية “ألف ليلة وليلة”.
اُطلق اسمه على شارع في موسكو (موشالسكايا سابقًا) في سنة وفاته 1957م،وكذلك، يحمل شارع في قريته بترياكسي اسمه، و دُفن بمقبرة إسلامية في موسكو.
4- حسين احمد الرضي (1924م-1963م) :Хусейн Ахмед ар-Рады (Салям Адил)

تحتضن موسكو ذكرى المناضل العربي العراقى حسين احمد الرضي، الذي اشتهر باسمه الحركي) سلام عادل( ، الذي أطلق إسمه في المدينة على أحد شوارعها حيث يوجد نصب تذكاري شُيد باسمه منذ عام 1963 )تاريخ إعدامه(، وذلك تخليداً لكفاحه في سبيل حرية شعبه، من مؤلفات سلام عادل “البرجوازية الوطنية في العراق” ، “رد على مفاهيم برجوازية قومية وتصفوية” الذي تم تأليفه عام (1957).
5- مسلم ماغومايف (1942م-2008م): Магомаев, Муслим Магометови

المغني الأوبرالى،والملحن والممثل الأذربيجاني، وأحد أعمدة الفن السوفيتي الذي كان ولا يزال يحظى بشعبية لا تُضاهى في روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفييتي، فارس أحلام الفتيات،عرفته مسارح العالم الأعرق، مثل دار الأوبرا”لا سكالا” في إيطاليا،و”كان” في فرنسا، وشارك في المهرجانات الدولية وأحيى الحفلات في مختلف أرجاء المعمورة شرقاً وغرباً، انطلاقاً من باكو مروراً بعواصم جمهوريات الاتحاد السوفيتي، ليمثل بلاده خير تمثيل في ألمانيا وبولندا واليابان بلغاريا وكندا وإيران، نال الفنان العديد من الجوائز وشهادات التقدير في روسيا وخارجها،بعد عام على رحيله تم تخليد ذكراه، بافتتاح قاعة حفلات فنية تحمل اسمه، وذلك بمركز “كروكوس سيتي هول” في أكتوبر 2009 بموسكو، التي يقف على خشبتها كبار الفنانين العالميين، لترتبط أسماء هؤلاء النجوم باسم فنان اكتسب بعداً عالمياً هو مسلم ماغومايف.
كرّمت روسيا مسلم ماغومايف بعد وفاته أيضاً، بتدشين تمثال له 2011، وذلك في ساحة أطلق عليها اسمه في قلب العاصمة الروسية موسكو
روسيا بلد متعدد القوميات والأديان،ولديها تجربة غنية في التعايش بين مختلف الأديان لآلاف السنين وينعكس هذا في حياة المجتمع،وهكذا من خلال إطلاق أسماء هولاء النوابغ على ميادين وشوارع موسكو، ليتذكرهم كل مواطن فقد أسهم كل منهم في رفع إسم بلدهم عالياً بالرغم من إختلاف الأديان والعرقيات إلا أنهم مواطنون فى دولة واحدة سطروا أسمائهم بحروف من نور، ليسير على نهجهم الأجيال القادمة فى التضحية وحب الوطن