عزبة كوسكوفو لؤلؤة فى موسكو

تقع في شرق موسكو – حي فيشنيكي ،وهى واحداً من أفضل الوجهات الموجودة بالمدينة للإستمتاع بيوم لطيف أو نزهة عائلية فى المكان الذى شهد إحتفال النبلاء بحضور الإمبراطورة كاترينا الثانية ، حدائق خضراء يانعة وبحيرات وقصرعائلة الكونت شيريميتيف، والمغارة العجيبة، ومتحف الدولة للخزف، كل هذا يجذب السياح والسكان المحليين على وجه السواء الذين يستمتعون بالتنزه وسط هذا الجمال الطبيعي، فمنذ اللحظات الاولى التي يقضيها الزائر في التجوال في متنزهات العزبة يشعر بالهدوء الذي يطغي عليها، ويشاهد ويتعرف عن قرب كيف كان يعيش النبلاء والطبقة الارستقراطية فى روسيا ، عزبة كوسكوفو من من روائع فن العمارة الخشبية الروسية للقرن 18

نصب تذكارى تكريما لكاترين الثانية لزيارتها عزبة كوسكوفو

يعود تاريخ “عزبة كوسكوفو” إلى أوائل سبعينيات القرن 18، فقد كانت ملكية العزبة ترجع لعائلة الكونت شيريميتيف أحد النبلاء المشهورين في عصرالإمبراطورة إليزافيتا بتروفنا والإمبراطورة كاترين الثانية ،إمتلكت عائلة شيريميتيف العزبة لما يقرب من 300 عام، ويعود أصل العائلة أحد مساعدي الإمبراطور بطرس الأعظم، القائد والدبلوماسي ، “بوريس بتروفيتش شيريميتيف” الذى قام بشراء كوسكوفو من أخيه عام 1715،وقد تم تصميمها في الأصل كمكان إقامة لاستقبال الضيوف وإقامة عطلات مختلفة، وكانت فيها كنيسة خشبية وقصر النبيل وبيوت الخدم ،اشتهرت العزبة كثيرا وازدهرت في عهد الكونت بوريس شيريميتيف، في الفترة من 1750 إلى 1780 تم انشاء المباني ونظمت المتنزهات والمسطحات المائية ،وفي النصف الثاني من القرن 18، كان المكان متاح لجميع سكان موسكو،حيث نظم الكونت شيريميتيف احتفالات مرتين في الأسبوع يومي الخميس والأحد ، حيث لا تحتاج إلى شراء تذاكر أو انتظار دعوة، يمكن لأي شخص يرتدي ملابس أنيقة أن يستمتع في الحديقة وفي القصر حسب رغبته ، خلال هذه “الأيام المفتوحة” ،يمكن التجوال في الحديقة ، أو رؤية عرضًا مسرحيًا ، أو يركب أرجوحة دائرية أو يصطاد السمك.

المبنى الصيفي الرئيسي للكونت شيريميتيف من الداخل

تبلغ مساحة العزبة حوالي ٣٠ هكتار = 300 الف متر مربع وتتكون من ثلاثة اقسام رئسية: المسطحات وحديقة الحيوان، والمتنزه الفرنسي المنتظم والمتنزه الانجليزي، والقسم المركزي للعزبة حيث المباني الاساسية ، توجد في العزبة تماثيل عجيبة لا مثيل لها، كما فيها عدد كبير من المصاطب والاماكن المخصصة للاستراحة ، تم إفتتاحها كمتحف كوسكوفو عام 1919، ثم تم دمجها مع متحف الدولة للخزف في عام 1938، و يمكن مشاهدة عينات فريدة من الخزف وأطقم السيرفيس الامبراطورية ، فى جناح إلإرميتاج

المبانى الرئيسية والحدائق هى :
1.قصر كوسكوفو الرئيسي
2.جناح جروت (المغارة)
3.حديقة كوسكوفو الرئيسية
4.المنزل الهولندى
5.المنزل الإيطالى
6.جناح أرميتاج
7.مبنى الحجر الكبير متحف الدولة للخزف
8.الحديقة الفرنسية

القصر الرئيسي (القصر الكبير)

من روائع فن العمارة الخشبية الروسية للقرن 18استمر بناء هذا القصر من عام 1769 -1775 ست سنوات، قصرًا ورديًا مع شرفة أمامية فيها منحدرات تؤدي إلى المدخل الرئيسي ،تم تصميمها بحيث يمكن للضيوف الدخول مباشرة إلى القصر، هذا وتتوج هذه المنحدرات تمائيل برؤوس نسائية واجسام الاسود ، وهو المبنى الصيفي الرئيسي للكونت بوريس شيريميتيف ،يتكون من طابقين، على قاعدة حجرية متينة كانت تستخدم لتخزين المؤن والخمور، قصرفخم جدا ومن الصعوبة تصديق انه مبني من الخشب ،ويضم القصر مجموعة فريدة من التحف المختلفة والغرف المتنوعة ولا يمكن رؤية غرفتين متشابهتين فيه، وقاعات رئيسية : قاعة المرآيا ، و قاعة اللوحات الفنية لرسامين من اوروبا واخرى تعرض فيها الاواني الخزفية القديمة التي لا مثيل لها ابدا، وكذلك الساعة القديمة التي مازالت تدور كما كانت سابقا .

حديقة كوسكوفو الرئيسية

إنه مستطيل به العديد من التماثيل وأحواض الزهور فى عام 1774 جاءت الإمبراطورة كاترين الثانية ، بعد للإحتفال فى عزبة كوسكوفو إنتصرت على الدولة العثمانية ، وتم عمل نصب تذكارى نقش علية عبارة : ” لا تُنسى كاترينا العطوفة” ، في عام 1785 منحت كاترين الثانية الكونت بيتر بوريسوفيتش شيريميتيف درجة رفيعة المستوى “كبير النبلاء فى موسكو”

مبنى الحجر الكبير (متحف الدولة للخزف)

صوبه زجاجية نمت فيها النباتات الغريبة فى وقت واحد كان آل شيريميتيف وجوليتسين ويوسوبوف يتسابقون لغرس أحدث الإنجازات الأوروبية في وطنهم ، لذلك لم يدخروا المال لزرع وجلب المحاصيل الأكثر غرابة إلى روسيا ،و يمكن أن تتباهى مزرعة كوسكوفو بالخوخ والأناناس والبرتقال والليمون من إنتاجها الخاص ، وهذا كله في موسكو ! أحب الكونت شيريميتيف التألق ، و بعد الثورة 1917 تم إنشاء متحف على أساس مجموعة الخزف لممثل عائلة التاجر القديم أ. موروزوف.

المنزل الايطالي

هذا المنزل احد المعالم المعمارية الاثرية الواقعة تحت الحماية الفيدرالية، شيد خلال عامي 1754 و 1755 حسب تصميم المهندس المعماري يوري كولوغريفوف ، وكان هذا المبنى مخصصا لإقامة حفلات الإستقبال الصغيرة، لقد جمعت في هذا المبنى تحف فنية نادرة، بحيث أصبح يبدو وكأنه متحف .

المنزل الهولندي

أقدم المباني في العزبة، شيد هذا المبنى كذكرى لعهد الامبراطور بطرس الاكبر وولعه بهولندا ، وهو ظاهرة في تنظيم الحدائق في روسيا خلال القرن ال 18، ويعتبر هذا المبنى الاول من نوعه في روسيا ،ان هذه التحفة المعمارية هي اول من كان يستقبل الضيوف القادمين الى العزبة عبر الجسر المتحرك، يطل المبنى على مسطح مائي، للمبنى واجهة جميلة ونوافذ شبيهة بالتي كانت تستخدم في هولندا انذاك، ان كل شيئ داخل المبنى والمنطقة المحيطة به يذكر بهولندا ،يعد البيت الهولندي واحدًا من أكثر المباني المصغرة والأكثر روعة في نفس الوقت ، غرف المبنى ببلاط روتردام ، ومجموعة من أدوات المائدة والتماثيل والبورسلين العتيق ، وكانت مكانًا مثاليًا لحفلات الشاي والمحادثات الطويلة للنساء، حتى لو كنت من محبي العقارات الروسية ذوي الخبرة ، فسترى مثل هذا “التصميم الداخلي الأوروبي” لأول مرة.

جناح جروت (المغارة)

احد اجمل المباني في العزبة استمر تشييده من عام 1755 حتى عام 1761 ،المبنى على طراز باروكو مبني عل قاعدة مزخرفة ثلاثية الدرجات وتعلو نوافذه اقنعة لاسود، جدران المبنى من الزجاج الملون وحجر الطوف الكلسي ،مثبت عليها قواقع بحرية ونهرية مختلفة الاحجام والالوان والاشكال، والمبنى من الداخل يشبه كهف تحت الماء مغارة مبنية من الحجر للاسترخاء في أيام الصيف الحارة إستمر عمل ديكورها الداخلي حوالي عشرين عامًا، إنه مزين من الداخل بأصداف البحر ، والأصداف التي تم إحضارها من البحار والمحيطات البعيدة والأنهار القريبة.

جناح الارميتاج

هذا المبنى كان مخصصا لأصدقاء صاحب العزبة المقربين فقط ،الذين كانوا يتمنون ويرغبون بالانفراد خلال الحفلات التي كانت تقام في العزبة، وكان الصعود الى الطابق الثاني للمبنى ممكنا فقط باستخدام مصعد ميكانيكي،الطابق الاول كان مخصصا للخدم وتقديم المشروبات والمأكولات الخفيفة، في عام 1980 اجريت على المبنى ترميمات كاملة.