سوبرماركت يلسيفسكي أجواء لذيذة مشبعة بتاريخ غني وروح الماضي

سوبرماركت يلسيفسكي فى موسكو، والذى تم إفتتاحه قبل أكثرمن مائة عام وبالتحديد فى عام 1901م، مرت عليه كثيرا من الأحداث والتغيرات عبر العصور المختلفة على مر الزمن، إلا أنه مازال يبهر ضيوف وسكان موسكو حتى اليوم،إشتهر بتصميماته الداخلية الفاخرة على طراز”نيو باروك”)طراز معماري يعود إلى القرن التاسع عشر(،سوبرماركت غني بزخرفتة الداخلية،قاعة ضخمة ذات أسقف عالية وجص على الجدران،ومرايا مذهبة، وثريات فاخرة تتدلى من السقف مثل عناقيد العنب، يقع سوبرماركت يلسيفسكي فى المنزل رقم 14 شارع تفيرسكايا أشهر شوارع العاصمة،ويعتبر نصبا تذكاريا لتاريخ وثقافة موسكو في القرن الثامن عشر، فهو مبنى كلاسيكي رائع عاشت فيه الأميرة زينايدا فولكونسكايا راعية للفنون في عام 1824م،والتى حولت المنزل إلى الصالون الأدبي الرئيسي في موسكو، وفي نهاية القرن التاسع عشر، استحوذ أشهروأذكى تجار زمنه وعصره “جريجوري يلسيف” والذى قرر تحويل المنزل إلى متجر من الدرجة الأولى  ! فما هى القصة ؟ ذلك ما سنعرضه فى السطور التالية

زينيدا فولخونسكايا الأميرة الموهوبة:

انتقلت ملكية المنزل رقم 14 شارع تفيرسكايا ما بين النبلاء وأصحاب الاملاك حتى وصل إلى الأميرة زينيدا فولخونسكايا في عام 1824م ، كانت امرأة جميلة ووراعية للفنون، ألّفت موسيقى، ونظمت أوبرا،و أمسيات أدبية وموسيقية في منزلها،و كانت صالوناتها مشهورة لدرجة أنها اجتذبت  ليس فقط نبلاء موسكو، ولكن أيضًا الأساتذة والفنانين والموسيقيين في أمسياتها الموسيقية والأدبية مثل: بوشكين و تورجنيف ونتيجة لتغيير الظروف السياسية، إضطرت لبيع المنزل والسفر إلى ايطاليا والتى أكملت بها حياتها ونشاطها الفنى والثقافى حتى ماتت ودفنت فيها.

المليارديرالروسي جريجوري يلسيف أشهروأذكى تجار زمنه وعصره:

انتقلت ملكية المنزل بعد ذلك إلى التاجر جريجوري يلسيف عام 1898م ، والذى غطى المبنى بغطاء خشبي غريب، وجعل موسكو كلها تنتظر ثلاث سنوات، جريجوري يلسيف والذى بدأ حياته بتجارة التجزئة حتى أصبح مليارديراستطاع تحويل المنزل رقم 14 شارع تفيرسكايا إلى تحفه فنية مع المحافظة على روح القصر الموجودة داخله من لوحات وديكورات والتى إستخدمهم فى تزيين أول دوريين من المنزل وتحويله إلى سوبر ماركت كان الاول من نوعه فى ذلك الوقت.

افتتاح أول سوبر ماركت فى موسكو:

في  فبراير 1901م ، دعا يلسيف ممثلي السلطات ورجال الدين والنبلاء إلى الافتتاح، إفتتح المتجر وأبهر جميع سكان المدينة، لقد أذهلتهم روعة الطعام والمنتجات وطريقة العرض ووضعه على الارفف على شكل الاهرامات عرض مع  تشكيلة كبيرة من الأطعمة الشهية والمنتجات النادرة المستوردة لتلك الفترة من الفواكه والنبيذ والجبن وزيوت الزيتون والقهوة والشاي والسردين والأنشوجة، وأيضا كان يباع فيه كعكات صغيرة من إنتاجه تسمى “بيتي فور” ، والتى جذبت السيدات، وكان لأول مرة يتم وضع الفاكهة على شكل هرمى على الأرفف، وهو ما كان يرمز إلى الوفرة والازدهار،و كانت منتجات المخابز تُخبز بواسطة المخابز الصغيرة، وكان يُسكب النبيذ والمشروبات في الغرف الخلفية ، ويُصنع مربى البرتقال والمربى ، وتُقلى القهوة ، وتُعالج اللحوم، كان إليسيف هو الذي علم سكان موسكو كيفية استخدام الكمأ والمحار الفرنسي، كان يليسيف مهتما باختيارالموظفين وحرص على أن يظهر البائع بمظهر أنيق مهذبًا يتحدث لغة أجنبية واحدة على الأقل، بالإضافة إلى ذلك، يعرف الموظفون عادات تذوق الطعام وكانوا قادرين على تقديم شيء مميز للعملاء،وكان من بين الموظفين حمَّالون يحملون المشتريات حتى العربات.

خلال الحقبة السوفيتية :

في عام 1991 ، تمت خصخصة متجر البقالة ، تغيير مالكه، وإعادة إعماره ، واستعاد بعض التصميمات الداخلية لمتجر يلسيفسكي كما كان عليه منذ إفتتاحه.

يلسيفسكي اليوم:

 المتجر مزدحم دائمًا، تجد فيه السائحون وسكان موسكو الأصليون، يأتي بعضهم من أجل الأطباق الشهية والمنتجات النادرة حقًا، يأتى بعضهم ليستمتع بالثريات الفاخرة والأعمال الجصية الرائعة وإلتقاط صور تذكارية ،ومازال يعمل كسوبر ماركت حيث تمتلئ الرفوف فيه بالمأكولات الشهية والمنتجات غير العادية، حافظ يلسيفسكي الحديث على التقاليد التي تعود إلى قرون ، فهو جنة حقيقية للذواقة: ففيه يمكن العثور على المعجنات لكل ذوق ، والفطائر والكعك ، والخبز والشوكولاتة المصنوعة يدويًا، والأصناف الحصرية من الجبن وأطباق المطبخ الأوروبي والآسيوي والشرقي والروسي الأصلي، و منتجات اللحوم: لحم الأرانب الطري ، ولحم البقر الرخامي الأسترالي ، ولحم المتن فاتح الشهية ، وسمك الحفش ، والكارب المخبوز ، وسمك القد على الطريقة البولندية ، وسمك البايك على الطريقة المولدافية .

عنوان سوبرماركت يلسيفسكي فى موسكو :